الأربعاء، مايو 14، 2008

عشاء على موائد الصمت//


أحيانا , نتكلم بلغة الصمت ,
فتكون الحروف أبلغ و أكثر فصاحة
لاسيما إن كان حواراً بعد زمن مهول من النسيان...
أريـــــــــــــــــــج..
أشكو عمراً أبعدني
و وارى أشلاء فؤادي
أسكنني في ثوب العربيد
و ضيع فكري و رشادي
و صير درر الحب بقلبي
دوداً ينخر أوتادي
أعود و قد أهلكني الوهن
و تجرعت مرار بعادي
أطلب صفحاً أرقني
مناله و اجتث عنادي
*****
أيا يوماً قد عدت فيه
تعانق أحضان الندم
تستجدي عطفاً فارقني
في أقصى حالات السقم
و تدندن ترنيمة شجن
علِّي أتخلى عن ألمي
أبشر فما ضحكت دنياك
لم يفرغ بركاني من الحمم
فلستُ جويرية ترضى
بفتات الحب كما اللمم
*****
(يتبع)

الاثنين، مايو 05، 2008

دعوة للتفاؤل ..//


النفس البشرية , من أعجب و أغرب ما خلق الله , تتأرجح بين بهجة المشاعر و أفول بريقها , بين ألوان تتراقص فرحاً و رمادية تبعثر غبارها , بين تفاؤل يكسر الحواجز و يفسح الطريق , و يأس يجتث ما في النفس من بقايا بلسم ضعيف المفعول ..

أتفاءل..!! لكي أكمل الطريق

أتفاءل..!! لكي أواصل التنفس

أتفاءل..!!لأهنأ بلحظات السعادة المحسوبة علي..فهي قليلة جداً


قالوا قديماً " بضدها تتميز الأشياء" لذلك , فأبسط ما لدينا يمكن أن يكون دينامو فعال لتوليد التفاؤل فينا , و تزويدنا بما يكفينا من جرعات.


أنعم بصحة جيدة..و آخرون يعانون ما ألم المرض و ضعف الصحة

هي دعوة للتفــــاؤل..

أعيش بين أفراد أسرة أحبهم و يحبونني , و آخرون لم يعرفوا أهلهم يوماً

هي دعوة للتفـــــاؤل..

مقبلة أنا على إنجاز مجموعة مشاريع , و إن كانت بسيطة بقدر مجهوداتي , و آخرون قد لا تمكنهم ظروف الحياة من ذلك

هي دعوة للتفـــــاؤل..

مجرد أنني أريد التخلص من اليأس و الإحباط, و آخرون لا زالو في معترك هذا الشبح و لا يفكرون بعد في القضاء عليه

هي دعوة للتفــــــاؤل..


سحقاً لليأس المدمر و أهلا و سهلا بكل بذرة تفاؤل قد تنبت, و إن كانت تحتاج للرعاية و الصبر و التأني

فلكل مجتهد نصيب


جعل الله أيامكم كلها تفاؤل و تطلع لغد مشرق

أريـــج

السبت، مايو 03، 2008

عبق الوطن

يـــحن قلبـــي لأيام خوالــي
تهيم الروح فيها شوقاً لا تبالي

لآلئ في العين تبرق في وهج
لتملأ الدنيـــا براءةُ الأطفـــال

في روضة غناءَ و الخير يغدقها
و بواسق الأشجار بوافر الظلال

عطاياك إلاهي في الأرض لا تحصى
في حناياها موطن أسرارِ الجمال
أريــــــــــــــــــــج

الخميس، مايو 01، 2008

مات نزار...

القصيدة الدمشقية
هذي دمشقُ.. وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحـبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ.. لو شرحتمُ جسدي
لسـالَ منهُ عناقيـدٌ.. وتفـّاحُ
و لو فتحـتُم شراييني بمديتكـم
سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ.. تشفي بعضَ من عشقوا
وما لقلـبي –إذا أحببـتُ- جـرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكـي إذ تعانقـني
و للمـآذنِ.. كالأشجارِ.. أرواحُ
للياسمـينِ حقـوقٌ في منازلنـا..
وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتـاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنـا
فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ
ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ و لمـاحُ
هنا جذوري.. هنا قلبي... هنا لغـتي
فكيفَ أوضحُ؟ هل في العشقِ إيضاحُ؟
كم من دمشقيةٍ باعـت أسـاورَها
حتّى أغازلها... والشعـرُ مفتـاحُ
أتيتُ يا شجرَ الصفصافِ معتذراً
فهل تسامحُ هيفاءٌ ..ووضّـاحُ؟
خمسونَ عاماً.. وأجزائي مبعثرةٌ..
فوقَ المحيطِ.. وما في الأفقِ مصباحُ
تقاذفتني بحـارٌ لا ضفـافَ لها..
وطاردتني شيـاطينٌ وأشبـاحُ
أقاتلُ القبحَ في شعري وفي أدبي
حتى يفتّـحَ نوّارٌ... وقـدّاحُ
ما للعروبـةِ تبدو مثلَ أرملةٍ؟
أليسَ في كتبِ التاريخِ أفراحُ؟
والشعرُ.. ماذا سيبقى من أصالتهِ؟
إذا تولاهُ نصَّـابٌ ... ومـدّاحُ؟
وكيفَ نكتبُ والأقفالُ في فمنا؟
وكلُّ ثانيـةٍ يأتيـك سـفّاحُ؟
حملت شعري على ظهري فأتبعبني
ماذا من الشعرِ يبقى حينَ يرتاحُ؟
نزار قباني
******
رحل الدمشقي , ابن أرض الشام
رحل شاعر المرأة و الثورة و الوطن
رحل و ترك عالماً يهيم فيه عشاق الكلمة
عقد من الزمن افتقدناه فيه
رحمه الله و غفر له