السبت، يوليو 26، 2008

بسمة شائكة

اليوم قررت أن أضحك ..و أرفع صوتي بالضحك
يشاركني القدر ضحكي هذا
اليوم قررت ألا يهنأ بالضحك لوحده
سأرسمها على وجهي الذابل هذا
و إن كانت صورة بلا محتوى
صورة , أعلنت ألوانها الحداد
و دقت فيها طبول الموت
اليوم قررت أن أضحك
أن أبكي بضحكي
و أحزن بضحكي
تعلمت أن الضحك لا يعني الفرحة أبداً
و أه من موت الفرحة
حين يصبح لشفاهي وطناً
سأضحك و أعلم مقلتاي أن تبكيا بالضحك
صرت أمقت الدمع
لذلك سأضحك إلى أن أمقت الضحك أيضاً

اليوم ودعت فضاءاً رحبا
أشعر بغصة شائكة في جوفي
لا أظنها ستزول
أمنياتي لكم بالضحك الذي لا يشبه ضحكي

الأربعاء، يوليو 23، 2008

هل نثق؟؟

كثيراً ما تتكرر مشاهد العطشى في الصحراء , و هم يهرعون لواحة قد بدى ماء نبعها يتلألأ , تحت شمس لظاها حارق , و في وطأة جفاف حناجرهم يتمسكون بذلك الأمل , الماء يظهر و أعيننا تراه و أجسادنا مشتاقة للإرتواء , للغطس , للتراشق , لكن الفظيع في المشهد حين وصول هؤلاء المتلهفين إلى المكان البعيد فيجدون أن الواحة الغناء لم تكن سوى صورة طيفية رسمها عقلهم الباطني و صدقتها أعينهم الذابلة في أقصى حالات الظمأ ...و يستمر سيرهم المتعب تحت أشعة الشمس الصفراء اللافحة.., و قد تظهر الواحة من جديد , فهل سيصدقون أعينهم مرة أخرى , ,,,,,
كذلك في الحياة , يتكرر هذا المشهد باستمرار , و إن كان من زاوية مختلفة , أناس كنت أكن لهم بالغ الود و قدراً كبيراً من الاحترام , اعتبرتهم مصابيح تنير ظلمة المكان, و حاولت باستمرار أن أستزيد من معرفة أفكارهم , مبادئهم , قوانينهم , خصوصياتهم, أقول هم مدرسة لا بد أن ننهل منها , و نبع من المهم جداً أن نغرف منه ما يزودنا بطاقة السير نحو الأمام , كنت أشعر بحجمي المتقزم و حجمهم العملاق ,..كنت..وكنت , و ما كان لا يعود أبدا , و لحظة اعتقادي أنني وصلت للواحة, تلاشت ملامحها البراقة , و اختفت الصورة , ابتلعتها دوامات تخبط في المدى خبط عشواء , أين بريق المبادئ و أين جاذبية الحديث , أين اللباقة و أين الثبات على الحق , أين نصر المظلوم و شجب الظالم , أين الرفق بالضعيف و التصدي للقوي الأرعن, أين المواقف الصلبة الصامدة و أين الرجولة الحقيقية, أين الإنسان قلباً و قالباً ؟؟؟...تلاشى كل شيء فأدركت أن الصورة كانت طيفاً يعبث بلهفتي, و يجعل من قضيتي مدعاة للتسلية , و الآن أسأل نفسي, إن ظهرت الواحة مجدداً , فهل سأثق؟؟؟ لا أظن ذلك, و الواقع أن رقعة الوثوق عندي تضيق شيئاً فشيئاً , أخاف أن يأتي يوم أجد نفسي غير قادرة على الوثوق بأي كان , و أدرك تماماً أنني ساعتها, سيصعب علي العيش بسلام.
من يوم غمرته الحيرة..
و عمت ليله الظنون

الأربعاء، يوليو 09، 2008

باقة شوق


أشتـــــــاقك..

و اللهفة تتجمع في جوفي

ليغدو كالغمام المحمل بالزخات


أشتاقـــــــك..

و تزيد في عمق أعماقي

بنات الذكريات

تتوالد ..تتكاثر..

.. تؤلمني حرارة الطعنات


أشتاقــــــك..

و لا أنسى يوم الرحيل المفزع

يوم استحالت روابيَّ

صحارى و فلاة


أشتاقـــــك..

و في كل مساء أبحث عنك

في قصاصات الرسائل

بين السطور و أحرف الكلمات


أشتاقــــــك..

و تختنق عبرتي في المقل

أتحشرج و أكابد النطق

و لا أستطيع ا لبوح

أي حكاية أحكيها..؟!

و أي الروايات؟؟


أشتـــــاقك ..

فهل يكفي انكساري و عنائي

و هل تكفيك مني..

حزم الاعترافات


أشتاقـــــك..

ألا تدري ؟ بعد رحيلك

مات الصباح من ذاكرتي

فصارت أيامي..

سلسلة مساءات


أشتــــــاقك..

و من عطري الشاحب المتأجج

أحفظ لك أمنية وردية

و أجمل ما أملك من زهرات


أشتاقــــــك..

و أناشدك العودة

فالبحر و النجم اللماع..

و فراشات الربيع

و أنا

نرنوا للقيا تجمعنا

تألفنا

تقربنا

و تنفي عنا هذا الشتات


أشتـــــاقك ..

و دونك تتشابك في عيني

كل الطرقات


أشتاقـــــك..

و أرجوك أخرجنى

من ظلمة هذه المتاهات


أشتاقك و أشتاقك

غداة الصحوة و وقت السبات
***من أرض أضناها الغياب....