الجمعة، فبراير 27، 2009

معتقل الروح

بعد دوام يوم متعب , ترفع رسغها المزين بساعة يدوية سوداء اللون , إنها الساعة الخامسة بعد العصر , و هذا هو موعد مغادرة المكتب و التوجه إلى بيتها المليء بالأسرار و الذكريات.
كانت أمل كلما أغلقت باب المكتب تتذكر أول يوم ولجت إليه , و في جعبتها أحلام كثيرة كبيرة و صغيرة و متوسطة , تتذكر كيف كانت حيوية الحياة تدب في أوصالها و هي تنتظر الغد المشرق و يوما أكثر سعادة من سابقيه . نزلت الدرج , أربعون درجة قد عدتها بل و أقامت علاقة خاصة بكل واحدة منها عند الصعود و أثناء النزول فهي لم تكن من محبي المصعد الآلي بعد الفوبيا التي اكتسبتها جراء أحداث مضت, , لتصل إلى باب البناية الحديدي المشبك و المزهو بزجاج ملون جذاب , فقد كانت البناية في حي راق جداً نظيف جداً تزينه الأشجار و البساتين , و يسكنه أناس متحضرون مهذبون و مرتبون, توجهت نحو السيارة و بخفة و سلاسة فتحت الباب و جلست داخلها استعدادا للقيادة , و استعدادا لبعض التنهدات العصبية من زحمة الطريق خصوصا في وقت العودة , و الذي يعد من بين أوقات الذروة.
و بعد خمس و عشرين دقيقة , وصلت إلى بيتها الذي سكنته منذ عشر سنوات , فتحت الباب و تذكرت كم من الأبواب فتحت و كم من الأحلام أغلقت , البيت مرتب و رائحة الديتول تفوح منه , كل شيء في مكانه , و يبدو أن الدادة فاطمة قد غادرت المنزل بعد أن أنهت كل أشغالها فيه , فقد كان هذا اتفاقها معها منذ أن تسلمت العمل عندها , جلست على الكنبة الموضوعة على شرفة الصالة تستجم و تمتع نظرها باخضرار المحمية الغابوية المقابلة للحي الذي تقطنه , و هي تحاول استرجاع شريط يومها بأكمله , ما كان يجب أن تفعله و لم تفعله , و ما لم تكن قد حسبت حسابه فقدر لها و فعلته و و و.. , ثم توجهت إلى المطبخ لتعد إبريق القهوة السوداء المفضلة لديها في هذا الوقت , و تخلصت من لباس العمل الذي يشبه المربع , له زوايا قائمة تجعل شكلها مستقيما طوال اليوم , وارتدت منامة زهرية اللون لينة الملمس تشبه الدائرة فلا زوايا لديها تكبل الحركة.
و تعود إلى جو الشرفة مرة أخرى , لكنها الآن على شرفة غرفة نومها , و التي تطل على شارع عريض لا يخلو من العربات الذاهبة و الآيبة , تحتسي فنجان قهوتها الزاكي و تمارس عادتها اليومية , عادتها هذه لم تكن هواية تحبها النفس , و لا تسلية تروح بها عن تعب اليوم , و لا حتى بكاءاً يخفف الجرح , عادتها كانت من نوع آخر , عادتها كانت تأنيب الضمير المستمر ,لا يكاد يفارق ذهنها , أو يحرر روحها المعذبة...

يتبع إن شاء الله

الأربعاء، فبراير 25، 2009

الأقمار تتناطح


إيــــــران...
تعلن إطلاق القمر الصناعي الجديد
في تحدي و مجاراة للتكنولوجيا الغربية
*
*
و بعد أن اغتاظت أمريكا و ازدادت جرعات حقدها على هذا البلد
يتناطح القمران الصناعيان الأمريكي و الروسي في قلب الفضاء
يا لها من مصادفة عجيبة
ربما ارتعدا من الهول الإيراني فقررا أن يتركا له المجال خاليا
زمن ال 2009 سيتميز بحرب الأقمار......... الصناعية طبعا
لأن الأقمار الطبيعية في تآلف و تناغم دائمين